كتب ... شحاته الصعيدى ... حسنه قليله تمنع بلاوى كتيره " كلمات هاجمت أذني وأنا أسير في الطريق ولما انتبهت إلي مصدر الصوت وجدت طفلا صغيرا أسمر اللون هزيل الجسد يرتدى قميصا ازرق مهلهلا وسروالا من الجينز تغير لونه إلى الأسود الداكن المخلوط ببقع من الزيت الملطخ بالتراب ولا يرتدي أي شيء في قدميه يتجول بين المارة في الشارع والجالسون علي المقاهي ليسألهم المال فمنهم من يعامله بقسوة وينهره ومنهم من يعطف عليه ويرق لحاله.
فتراجعت للوراء واقتربت منه لأتعرف عليه أكثر وأحاول التجول في عقله، فرفض في البداية ولمن بعد أن عرضت عليه المال طلب خمس جنيهات وبعد تفاوض اتفقنا علي جنيهان ، وتحدث إلي قائلا :- اسمي شحته ومش هقولك اسم أبويا أحسن لو عرف هيضربنى عندي 9 سنين ، كنت في تالتة ابتدائي وأبويا خرجني من المدرسة عشان أساعده في الشحاته ، فهو المعلم وبيسرحنا في البلد وفى الموالد وبيعطينى 5 جنيه في اليوم ، أبويا طلق أمي ، وليا خمس أخوات وأمي قاعدة عند أمها وشغالة في البيوت وبتكسب قرش حلو وبتصرف على اخواتى وأمها ، ولكن أبويا ساعات بيروح يضربها وياخد فلوسها ، أصله صاحب مزاج وبتصرخ وبتلم عليه الناس وبتدعى عليه إن ربنا يأخده ، وأما أشحت من الناس بيشتمونا إنما البنات اللي بتشحت بيعطوها ؛ لأنهم بيصعبوا عليهم والشغلانه دى سهله وما فيهاش تعب فلما أعوز أريح بركن في أي حتة وأنام وقرشها حلو من 20 لـ 30 جنيه في اليوم ، وبروح بالليل الساعة 11 وبنام عند امى وساعات أعطيها فلوس من ورا أبويا و بتدعيلى ، أصل الشحاته خبره وفن ومش أي حد يشحت وعلي فكرة الكلام اللي قولتهولك يساوي أكتر من 5 جنيه مش 2 جنيه بس .
وتركت شحته وذهبت إلي طفل أخر من المتسولين في الشارع الذي لم تختلف هيئته عن زميله وتحدثت إليه ووافق علي أن يتكلم ، ولكن بشرط عدم ذكر اسمه فقال الطفل "أ . ع " :- أنا عندي 8 سنين ، سيبت المدرسة علشان اشتغل وأساعد امى بعد ما أبويا طلقها ، ولكن نفسي أرجع المدرسة ؛ لأن الشحاته وحشة والناس بتعاملنا وحش وبحس إني مش بني ادم .
ويضيف الطفل "س . م " :- أنا عندي 8 سنين مرحتش المدرسة خالص أصل إحنا فقراء وأبويا نزلني الشغل معاه علشان اصرف على نفسي وأساعده وأمي شغالة في البيوت والدنيا غالية زى ما أنت عارف ،والشغله دى بتجيب فلوس حلوة بس الناس بتعاملنا وحش ، وأنا كان نفسي أتعلم وأبقي إنسان كويس .
ويقول الطفل "أ-أ " :- أنا عندي 10 سنين طلعت من المدرسة بعد طلاق أبويا وأمي وكل واحد اتجوز وسابونا لجدتي ، ونزلت أنا وكل اخواتى ندور على شغل ،بس محدش رضي يشغلنا ، فبقينا نشحت ، واهي شغلانه سهله و مفيهاش تعب وقرشها حلو.
ويقول الطفل "ع-ع " :- أنا عندي 10سنوات معرفش أبويا وأمي ، هربت من الملجأ علشان زهقت من الفقر وقولت اشتغل واصرف على نفسي وأبيع مناديل ،وبقيت أشحت مع بيع المناديل عشان أعرف أعيش ؛ لأن العيشة صعبة قوي يا أستاذ .
ويقول الطفل " م . م " :- أنا عندي 11 سنه ، طلعت من المدرسة من تالتة ابتدائي بعد ما أبويا مات وأمي اتجوزت ، وجوز امى طردني وكان بيعاملنى بقسوة وأمي منعت عنى المصروف ، زهقت من العيشة نزلت أشحت وكان ربنا بيكرمنى وبنام في الشارع ، الشحاته مزاج رايق وازاى تعرف تطلع القرش من الزبون .
وبعد أن استمعنا إلي بعض هؤلاء الأطفال أردنا أن نتعرف علي تفسير هذه لظاهرة فذهبنا إلي الدكتور جمال حماد " أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعه المنوفية " فقال :- ظاهره تسول الأطفال ليست جديدة ؛لأنها نتيجة تدهور السياسة الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع المصري أكثر من ثلاثون عاما ، فكانت النتيجة الطبيعية التسرب من التعليم ظاهره هروب الأطفال والتسول العام في مصر ، ويؤكد دكتور "جمال " علي أن ظاهرة التسول ليست جملة مكونة من كلمتين فقط بل هي ظاهرة تحتوي بداخلها علي الكثير من المآسي والمعاناة التي يعيشها هؤلاء فغالبيتهم أطفال شوارع بلا أهل أو أن أهلهم تركوهم في الشارع إما لانفصال والديهم أو لضيق ذات اليد فهم ينامون تحت الكباري ويتعرضون لكل أشكال المعاملة السيئة والنظرة الدونية من الناس ونحن بذلك لسنا أما ظاهرة التسول فقط بل أمام إخراج مجرمين ساخطين علي المجتمع الذي ظلمهم ، ويجب أيضا أن نلفت النظر إلي أن هناك بعض أولياء الأمور يسرحون أبنائهم للتسول ليعودوا إليهم أخر اليوم بالمال وكذلك هناك بعض العصابات التي تخطف الأطفال وتعلمهم التسول ويعمل الأطفال لحسابهم ، إذن نحن أما مشكلة متعددة الأطراف ومعقدة وعلاجها من وجهة نظري يبدأ من الاهتمام بقضايا التعليم ومنع الأطفال من التسرب من التعليم وإعادة الهيكلة الاقتصادية بهدف العدالة الاجتماعية وتوزيع عوائد الإنتاج على كل الطبقات الاجتماعية بمنطقه المساواة واهتمام المتخصصين بهذه الظواهر ودراستها وتقديم الحلول لها وتوفير رعاية اجتماعيه آمنه للمتسولين من المجتمع المصري .
وحاولنا أن نتحدث مع بعض المسئولين في الدولة عن هذه الظاهرة ، ولكن لم نستطع ذلك ، وكان التعليل أننا في فترة تغيير للقيادات وطرق العمل ، مع وعدنا بأنه سيتم النظر لهذا الموضوع في الفترة القادمة بجدية .بقيت الإشارة إلي أنه تعذر الحصول علي إحصاء دقيق بعدد الأطفال المتسولين بمصر ، وذلك لعدم قدرة الأجهزة المعنية علي حصرهم ولكن أقرب الإحصائيات تؤكد أن عددهم 6مليون حسب المركز المصري لحقوق الإنسان .
فتراجعت للوراء واقتربت منه لأتعرف عليه أكثر وأحاول التجول في عقله، فرفض في البداية ولمن بعد أن عرضت عليه المال طلب خمس جنيهات وبعد تفاوض اتفقنا علي جنيهان ، وتحدث إلي قائلا :- اسمي شحته ومش هقولك اسم أبويا أحسن لو عرف هيضربنى عندي 9 سنين ، كنت في تالتة ابتدائي وأبويا خرجني من المدرسة عشان أساعده في الشحاته ، فهو المعلم وبيسرحنا في البلد وفى الموالد وبيعطينى 5 جنيه في اليوم ، أبويا طلق أمي ، وليا خمس أخوات وأمي قاعدة عند أمها وشغالة في البيوت وبتكسب قرش حلو وبتصرف على اخواتى وأمها ، ولكن أبويا ساعات بيروح يضربها وياخد فلوسها ، أصله صاحب مزاج وبتصرخ وبتلم عليه الناس وبتدعى عليه إن ربنا يأخده ، وأما أشحت من الناس بيشتمونا إنما البنات اللي بتشحت بيعطوها ؛ لأنهم بيصعبوا عليهم والشغلانه دى سهله وما فيهاش تعب فلما أعوز أريح بركن في أي حتة وأنام وقرشها حلو من 20 لـ 30 جنيه في اليوم ، وبروح بالليل الساعة 11 وبنام عند امى وساعات أعطيها فلوس من ورا أبويا و بتدعيلى ، أصل الشحاته خبره وفن ومش أي حد يشحت وعلي فكرة الكلام اللي قولتهولك يساوي أكتر من 5 جنيه مش 2 جنيه بس .
وتركت شحته وذهبت إلي طفل أخر من المتسولين في الشارع الذي لم تختلف هيئته عن زميله وتحدثت إليه ووافق علي أن يتكلم ، ولكن بشرط عدم ذكر اسمه فقال الطفل "أ . ع " :- أنا عندي 8 سنين ، سيبت المدرسة علشان اشتغل وأساعد امى بعد ما أبويا طلقها ، ولكن نفسي أرجع المدرسة ؛ لأن الشحاته وحشة والناس بتعاملنا وحش وبحس إني مش بني ادم .
ويضيف الطفل "س . م " :- أنا عندي 8 سنين مرحتش المدرسة خالص أصل إحنا فقراء وأبويا نزلني الشغل معاه علشان اصرف على نفسي وأساعده وأمي شغالة في البيوت والدنيا غالية زى ما أنت عارف ،والشغله دى بتجيب فلوس حلوة بس الناس بتعاملنا وحش ، وأنا كان نفسي أتعلم وأبقي إنسان كويس .
ويقول الطفل "أ-أ " :- أنا عندي 10 سنين طلعت من المدرسة بعد طلاق أبويا وأمي وكل واحد اتجوز وسابونا لجدتي ، ونزلت أنا وكل اخواتى ندور على شغل ،بس محدش رضي يشغلنا ، فبقينا نشحت ، واهي شغلانه سهله و مفيهاش تعب وقرشها حلو.
ويقول الطفل "ع-ع " :- أنا عندي 10سنوات معرفش أبويا وأمي ، هربت من الملجأ علشان زهقت من الفقر وقولت اشتغل واصرف على نفسي وأبيع مناديل ،وبقيت أشحت مع بيع المناديل عشان أعرف أعيش ؛ لأن العيشة صعبة قوي يا أستاذ .
ويقول الطفل " م . م " :- أنا عندي 11 سنه ، طلعت من المدرسة من تالتة ابتدائي بعد ما أبويا مات وأمي اتجوزت ، وجوز امى طردني وكان بيعاملنى بقسوة وأمي منعت عنى المصروف ، زهقت من العيشة نزلت أشحت وكان ربنا بيكرمنى وبنام في الشارع ، الشحاته مزاج رايق وازاى تعرف تطلع القرش من الزبون .
وبعد أن استمعنا إلي بعض هؤلاء الأطفال أردنا أن نتعرف علي تفسير هذه لظاهرة فذهبنا إلي الدكتور جمال حماد " أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعه المنوفية " فقال :- ظاهره تسول الأطفال ليست جديدة ؛لأنها نتيجة تدهور السياسة الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع المصري أكثر من ثلاثون عاما ، فكانت النتيجة الطبيعية التسرب من التعليم ظاهره هروب الأطفال والتسول العام في مصر ، ويؤكد دكتور "جمال " علي أن ظاهرة التسول ليست جملة مكونة من كلمتين فقط بل هي ظاهرة تحتوي بداخلها علي الكثير من المآسي والمعاناة التي يعيشها هؤلاء فغالبيتهم أطفال شوارع بلا أهل أو أن أهلهم تركوهم في الشارع إما لانفصال والديهم أو لضيق ذات اليد فهم ينامون تحت الكباري ويتعرضون لكل أشكال المعاملة السيئة والنظرة الدونية من الناس ونحن بذلك لسنا أما ظاهرة التسول فقط بل أمام إخراج مجرمين ساخطين علي المجتمع الذي ظلمهم ، ويجب أيضا أن نلفت النظر إلي أن هناك بعض أولياء الأمور يسرحون أبنائهم للتسول ليعودوا إليهم أخر اليوم بالمال وكذلك هناك بعض العصابات التي تخطف الأطفال وتعلمهم التسول ويعمل الأطفال لحسابهم ، إذن نحن أما مشكلة متعددة الأطراف ومعقدة وعلاجها من وجهة نظري يبدأ من الاهتمام بقضايا التعليم ومنع الأطفال من التسرب من التعليم وإعادة الهيكلة الاقتصادية بهدف العدالة الاجتماعية وتوزيع عوائد الإنتاج على كل الطبقات الاجتماعية بمنطقه المساواة واهتمام المتخصصين بهذه الظواهر ودراستها وتقديم الحلول لها وتوفير رعاية اجتماعيه آمنه للمتسولين من المجتمع المصري .
وحاولنا أن نتحدث مع بعض المسئولين في الدولة عن هذه الظاهرة ، ولكن لم نستطع ذلك ، وكان التعليل أننا في فترة تغيير للقيادات وطرق العمل ، مع وعدنا بأنه سيتم النظر لهذا الموضوع في الفترة القادمة بجدية .بقيت الإشارة إلي أنه تعذر الحصول علي إحصاء دقيق بعدد الأطفال المتسولين بمصر ، وذلك لعدم قدرة الأجهزة المعنية علي حصرهم ولكن أقرب الإحصائيات تؤكد أن عددهم 6مليون حسب المركز المصري لحقوق الإنسان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق